أثارت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزعيم حزب الشعب الجمهوري رداً على زيارته لـ حزب العدالة والتنمية، وزيارة رئيسة الحزب الجيد السابقة، ميرال أكشينار، للمجمع الرئاسي للقاء الرئيس التركي، علامات استفهام حول مستقبل التحالفات في السياسة التركية بما فيها التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، كما فتحت الصورة التي نشرها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، عشية لقاء أردوغان وأوزل، الأبواب على مصراعيها أمام التكهنات.
الصورة التي نشرها بهتشلي في حسابه بمنصة إنستغرام، كانت تحتوي يده وهو يمسك ملفا ويرتدي خاتما مكتوبا عليه باللغة التركية: “الله يكفيني”. وذهبت تفسيرات إلى أن رئيس الحركة القومية بعث من خلال تلك الصورة رسالة مفادها أنه ليس بحاجة إلى التحالف مع حزب العدالة والتنمية ولا مع حزب الشعب الجمهوري، كما ادعت أخرى بأن بهتشلي يهدد أردوغان ويقول له إن لديه ملفات قد تحرجه أمام الرأي العام إن أقدم على تفكيك تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية.
هناك قضايا وطنية كثيرة يدعم فيها حزب الحركة القومية الحكومة بلا حدود، مثل مكافحة التنظيمات الإرهابية، على رأسها حزب العمال الكردستاني، كما يدعمها في سياستها الخارجية، دون أن يشارك في التشكيلة الحكومية. بل ودعا بهتشلي إلى تعديل الدستور ليتمكن أردوغان من الترشح لرئاسة الجمهورية لفترة ثالثة في الانتخابات القادمة.
إلا أن هناك نقاط اختلاف أيضا بين الحليفين، كموقفيهما من تخفيض النسبة الضرورية لانتخاب رئيس الجمهورية من “50%+1” إلى “40%+1″، على سبيل المثال، وهو ما يعارضه بهتشلي، فيما يراه أردوغان أمرا لا بد منه كيلا تبقى الأحزاب الكبيرة رهينة الأحزاب الصغيرة.
أردوغان في تعليقه على وضع تحالف حزبه مع حزب الحركة القومية، ذكر أنهم لن يقعوا في فخ المثيرين للفتنة، ولن يمنحوهم فرصة لفتح ثغرات في جدار حزب العدالة والتنمية ولا جدار تحالف الجمهور، كما صرح بهتشلي بأن تحالف الجمهور سيستمر وأنه “صخرة صلبة غير قابلة للتشقق والانكسار”. وكان رئيس حزب الحركة القومية أكد أيضا أنهم يؤيدون لقاءات أردوغان مع رؤساء الأحزاب الأخرى لتخفيف التوتر في الساحة السياسية التركية. وتشير هذه التصريحات إلى أن الزعيمين ما زالا يريان ضرورة استمرار تحالف الجمهور وحماية مكتسباته.
هناك محاولات خارجية وداخلية لاستهداف “الذئاب الرمادية” وتجريمه بهدف ضرب تحالف الجمهور المؤيد للحكومة التركية والرئيس أردوغان، بالتوازي مع محاولات توسيع الشرخ بين قيادة حزب العدالة والتنمية وكوادره وقاعدته الشعبية. وإن سمح حزب العدالة والتنمية بشيطنة حزب الحركة القومية، فإن المؤكد أن الدور سيأتي عليه ليقول حين ذلك بلا جدوى: “أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض”.
المصدر: عربي 21
اقرأ أيضا: تركيا والبريكس.. إضافة اقتصادية وسياسية لأنقرة والمنظمة
اقرأ أيضا: تركيا.. رسائل العيد تعكس توترا بين الحكومة والمعارضة