أصدرت وكالة الفضاء التركية تقريرها السنوي لعام 2020 (ترجمة مرحبا تركيا) وسط العديد من الأحداث والأخبار الإيجابية المتتالية والمتعلقة بمسيرة تركيا للتوجه نحو الفضاء بشكل عام، وبمسيرة الوكالة الناشئة بشكل خاص، مما جعل من الوكالة نموذج يحتذى به للدول الصاعدة التي تمتد أحلامها إلى حدود الفضاء اللامتناهية.
وكالة ناشئة بأحلام كبيرة
كان تأسيس وكالة الفضاء التركية في أواخر عام 2018 عبارة عن حلم تحقق بعد عشرين عام من الأبحاث والتحضيرات والكثير من الانتظار، وقد بدأت الوكالة منذ بدء إنشاءها بالعمل على خططها الاستراتيجية نحو تحقيق هدف وصول تركيا إلى الفضاء، لتتبوأ مكانة تنافسية مع الدول العظمى والمتقدمة في مجال التكنلوجيا والغزو الفضائي، إضافة إلى الهدف المتمثل برفع مستوى أمن تركيا القومي.
اقرأ ايضا: سباق العربات الكهربائية في مهرجان الطيران والفضاء والتكنولوجيا
وتتبع الوكالة من الناحية الإدارية إلى وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، إلا أنها تتمتع بميزانية خاصة، واستقلاليتها الإدارية والمالية تامة، ولها شخصيتها الاعتبارية.
وتتبنى الوكالة رؤية استراتيجية بعنوان: (تكنولوجيا وطنية وصناعة قوية).
أهداف وكالة الفضاء التركية
تتبنى الوكالة عدد من الأهداف التي تتمشى مع المصالح الوطنية التركية ورفاه المجتمع، وتتميز الوكالة ببرنامجها الوطني الذي يعد من أبرز مشاريع الوكالة تحت مسمى؛ (برنامج الفضاء الوطني التركي)، والذي يمضي بالتوازي مع سياسات حددتها الرئاسة التركية، وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شباط / فبراير 2021 الماضي؛ عن أهداف (برنامج الفضاء الوطني التركي) والبالغ عددها عشرة وهي:
- تحقيق أول تماس مع القمر بالتزامن مع مئوية الجمهورية التركية عام 2023.
- إنشاء ماركة تجارية محلية تتنافس مع الشركات العالمية في مجال تطوير أقمار الجيل الحديث.
- تطوير نظام تحديد المواقع والتوقيت الإقليمي الخاص بالجمهورية التركية.
- تأسيس ميناء فضائي، كموقع لإطلاق واستقبال المركبات الفضائية، لضمان الوصول المستقل إلى الفضاء.
- زيادة الكفاءة التركية من خلال الاستثمار في مجال طقس الفضاء (الأرصاد الجوية للفضاء)
- ارتقاء تركيا إلى مستوى متطور في علم الفلك ورصد ومراقبة الأجرام السماوية من الأرض.
- مزيد من التطوير في المنظومة الاقتصادية للصناعات الفضائية في تركيا.
- إنشاء منطقة في تركيا خاصة بتطوير التقنيات الفضائية.
- إعداد وتطوير موارد بشرية متخصصة وذات الكفاءة في مجال الفضاء.
- إرسال مواطن تركي إلى الفضاء.
دور وكالة الفضاء التركية في التنسيق المحلي والعالمي
حيث ستكون الوكالة هي المسؤولة عن انشاء عقود تشغيل محطات أرضية فضائية، وبالتنسيق مع المحطات الدولية بالتواصل بين المؤسسات المحلية والدولية، وذلك من أجل حماية حقوق ومصالح تركيا.
كمل ستتولى الوكالة تسجيل المركبات والأجسام التي يتم إطلاقها إلى الفضاء بموجب المعاهدات الدولية باسم دولة تركيا، إضافة إلى إجراءات التسجيل المطلوبة على مستوى الأمم المتحدة.
وتتولى وكالة الفضاء التركية التنسيق بين مشاريع الفضاء التي تعمل عليها المؤسسات المحلية التركية المتخصصة، مثل؛ ASELSAN – TBİTAK UZAY – TÜRKSAT – TUSA – TAI .
اقرأ ايضا: عين تركيا الناظرة الى الفضاء “مرصد شرقي الأناضول”
اقرأ ايضا: تركيا تختار أول سفرائها إلى الفضاء
وعلى الرغم حداثة تجربة الوكالة إلا أنها تلقى الكثير من الاهتمام المحلي والعالمي، آخرتها الدعوة القادمة من دولة هنغاريا (المجر) الهادفة إلى إجراء محادثات حول التعاون الثنائي بين هنغاريا وتركيا بهدف تأسيس وكالة فضاء محلية هنغاريّة على غرار مثيلتها التركية.
ملخص تقرير وكالة الفضاء التركية عن عام 2020
في مطلع العام الحالي؛ أصدرت الوكالة تقريرها السنوي لعام 2020، ويبدأ التقرير الذي أعدته إدارة التطوير الاستراتيجي؛ بكلمة لوزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى وارناك، وكلمة لرئيس الوكالة سردار يلدريم.
وينقسم التقرير إلى عدد من المحاور على الشكل التالي:
أولاً – مقدمات تعريفية
وفيها استعراض لواجبات الوكالة، ومعلومات عنها، وتعريف بأقسام ووحدات الوكالة:
- الوحدات الخدمية التقنية للوكالة: وحدة أنظمة الفضاء والمركبات، وحدة علوم الفضاء، وحدة أنظمة الإطلاق، وحدة تقنيات الطيران.
- الوحدات الخدمية الإدارية: وحدة التطوير الإستراتيجي، وحدة السكرتارية الخاصة، وحدة العلاقات الخارجية، وحدة الاستشارات القانونية والتقنية المتقدمة، وأخيراً وحدة التدقيق الداخلي.
ويقدم التقرير لمحة عامة عن المناصب الأساسية في الوكالة ومدى اكتمال التوظيف في الوظائف الشاغرة فيها.
ثانياً – مؤشرات الأداء
واللافت في هذا القسم أن بيانات الأداء لم تكن متاحة، وذلك بسبب عدم وجود خطة استراتيجية سارية المفعول. ومع ذلك، تم الإشارة إلى أن مؤشرات الأداء الفعلية ستكون مرتبطة بالأهداف الاستراتيجية التي ستتضمنها الخطة الاستراتيجية القادمة والتي ستكون من عام 2022 إلى عام 2026.
ثالثاً – المشاريع والأنشطة
وفي هذا القسم استعراض للعلاقات الثنائية لمتعددة الأطراف، والأنشطة المحلية والدولية، بالإضافة إلى الاجتماعات والنقاشات الفنية التي تمت مناقشتها، وتم تسليط الضوء على عدد من المشاريع؛ وهي:
مشروع شراكة لإنتاج الأقمار الصناعية: وتم تنسيق عدد من الاجتماعات بين الوكالة ومؤسسات محلية مثل: (ASELSAN – TBİTAK UZAY – TÜRKSAT – TUSA)، بهدف القيام بدراسات تجمع أنشطة الأقمار الصناعية في تركيا تحت مظلة واحدة. إضافة لتأسيس شراكة محلية لإنتاج الأقمار الصناعية، وتم تقييم الدراسات الأولية، وتم إصدار تقرير التقييم الأولي لشراكة الأقمار الصناعية
مشروع رسم خرائط الإشعاع الكوني (KORAH): حيث تم عقد عدد من الاجتماعات مع المؤسسات المحلية المتعلقة مشروع رسم خرائط الإشعاع الكوني مع عدم ذكر الكثير من التفاصيل حول المشروع.
رابعاً الخاتمة
وفي نهاية تقرير وكالة الفضاء التركية تم تقييم قدرات الوكالة واستعراض نقاط القوة والضعف فيها، وتقديم مقترحات لتطوير أدائها، كما اختُتم التقرير ببيان (ضمان الرقابة الداخلية) الذي وقع عليه رئيس الوكالة سردار يلدريم، وبيان (وحدة الخدمات المالية) الذي وقع عليه رئيس قسم التطوير الإستراتيجي أوزغور أوزكان، كنوع من المسائلة والمشاركة والشفافية.
واللافت أن وكالة الفضاء التركية تعمل بأقصى طاقة لها نحو تحقيق أهدافها، على الرغم من الآثار السلبية التي خلفها انتشار فيروس من الناحية الاقتصادية واللوجستية، وفي إشادة إلى جهود الوكالة صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الوكالة تعمل على تنفيذ هبوط قياسي على سطح القمر عام 2023 من خلال صاروخ محلي الصنع، والعمل على تنفيذ هبوط آخر سلس في 2028 كما أشار أردوغان إلى استمرار الاختبارات المتعلقة بقمر المراقبة الصناعي محلي الصنع İMECE الذي سيتم اطلاقة عام 2022 العام ذاته الذي سيشهد إطلاق قمر TÜRKSAT 6 الذي يعد أول قمر اتصالات محلي الصنع.
وأضاف الرئيس التركي أن الحكومة قد وفرت خلال 18 عاماً دعماً مالياً وصل إلى 2.1 مليار ليرة تركية، لصالح 56 مشروعات متعلقة بالأقمار الصناعية وأنظمة إطلاق صواريخ ومعدات فضاء.
إعداد: فاضل محمد ماهر الحايك
